كإرث من الدكتاتورية، يؤثر التفاوت الاقتصادي والاجتماعي المستمر على التونسيين عبر الأجيال، و يتَبَدَّى بشكل خاص على الشباب. عمل المركز الدولي للعدالة الانتقالية مع أربعة مصورين شباب لمواجهة عواقب التهميش واستكشاف آثاره على الشباب التونسي. وتُشكل أعمالهم معرض:"التهميش في تونس: صور القمع غير مرئي". عبر هذه الصور، يستكشف أشرف غاربي معاناة زوجيين تحديا الدولة.
انضم كامل التاغوتي- المولود في عام 1959- للجيش في سن 16، حاصلاً في نهاية المطاف على رتبة قائد الكتيبة. خلال الإضراب العام الأول منذ استقلال تونس في 26 يناير 1978، المعروف كذلك باسم "الخميس الأسود"، تم نشر وحدته وأُمِر بفتح النار على المدنيين. رفض كامل الأمر وفُصِل بسبب العصيان. مِنْ ذَلِكَ الْوَقْت ما انفك يُكافح من أجل إيجاد سبلٍ للعيش ومكان للعيش معاً، حيث ظلت السلطات في مضايقتها وضغوطها للتأكد من أنّه يفقد باستمرار وظيفته ويطرد من منزله. وهو حالياً عاطل عن العمل. نجاة البكوش- زوجة كامل التي وُلدت في عام 1969- عانت بسبب عزمها على عدم الصمت. كتبت نجاة كتباً ومقالات عن ظلم النظام السابق واستبداده مما عرضها لانتهاكات عديدة من قبل الشرطة السياسية. نشرت أول كتابٍ لها عام 1996 " الصعود إلى الهاوية". صادرت الشرطة السياسية كتابها الثاني في منزلها وتعرضت للضرب. بسبب هذا العنف، لا تزال نجاة تواجه صعوبات كثيرة اليوم، من صحتها إلى منشوراتها.
أشرف غربي، 24 عاماً، ناشط وطالب أعمال مقيم في تونس. وَجدت الكاميرا طريقها إلى يديّه باكراً. يقول أشرف: " بدأتْ قصتي مع الكاميرا عندما نُفي والدي بسبب تصويره. ورثتُ الكاميرا وحبّه للصور، ومنذ ذلك الحين رغبتُ في تغطية الأحداث من جميع أنحاء العالم للتونسيين". منذ تلك التجارب الأولى مع التصوير الفوتوغرافي، لم يفعلْ أشرف غير ذلك؛ زائراً العديد من البلدان الأفريقية والأوروبية آيِبا للوطن بصور وأفلاماً. "أفضل شعور هو عندما أرى رد فعل الجمهور، عندما يتفاعلُ الناس مع عملي".
طالعوا أعمال بقية المصورين المشاركين في معرض: "التهميش في تونس: صور القمع غير مرئي"
علي جابر عن التراجع الاقتصادي والإيكولوجي لخليج قابس.
آمنة فتني عن الأحياء المهمشة اجتماعياً ومكانياً من وسط تونس العاصمة
نادرة الجويني عن شعور الرهبة والعزلة نتيجة الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي.