صور الشباب حول ندوب الحرب اللبنانية تحرك النقاش في معرض الافتتاح

01/03/2016

في وقت سابق من شهر فبراير، افتتح المركز الدولي للعدالة الانتقالية وشركائه معرض صور لمدة أسبوعين في مكتبة جافيت بالجامعة الأميركية في بيروت، ضم صوراً حية وذاتية بشكل كبير، شاركت في مسابقة التصوير،"الحرب كما أراها"، التي أقيمت للشباب. احتشد الطلاب والأساتذة والخبراء والصحفيون في قاعة المكتبة مع 26 صورة مؤطرة.

نُظمت مسابقة الصور والمعرض من قبل المركز الدولي للعدالة الانتقالية بمناسبة مرور 25 عاماً على نهاية الحرب اللبنانية، للتوعية بأهمية البحث عن الحقيقة وسردها حول تجارب الناس في الحرب الأهلية والعنف في مرحلة ما بعد الحرب.

وكان الفائزون الخمسة نجوم الحفل - سيبيل جورج، كريستينا بطرس، سامي أوشان ، تمارا سعادة، وحنين أبو الحسن – وقد تلقوا دورات تصوير من "Nikon School Lebanon"، وشهادات من السفير السويسري في لبنان، فرنسوا باراس . وبعد حفل توزيع الجوائز إِنْغَمَسَ الزائرون في مناقشة هامة وحيوية حول الحرب وإرثها.

تقول سيبيل جورج، البالغة من العمرر 22 عاماً والفائزة بالجائزة الكبرى عن صورة بالأبيض والأسود التقطتها في غرفة معيشة جدتها عن كتاب مفتوح مثقوب برصاصة: "آثار [الحرب] لا تزال واضحة في محيطنا". مضيفة: "الندوب لا تزال ملحوظة حتى في أصغر الأشياء".

المتسابقة سارة-لي عكاوي رأت الحرب في وجه جدتها التي فقدت زوجها عندما أصابت قذيفة منزلهم في بيروت.

في غياب تحقيقات رسمية حول الحرب وكذلك منهج تاريخ مشترك، تسللت قصص الحرب من جيل الحرب إلى الجيل الجديد. سمح "فقدان الذاكرة الذي ترعاه الدولة" للفصائل السياسية والاجتماعية أن تتنافس على سرديات الحرب، تاركاً الضحايا والأغلبية دون أجوبة على حقيقة ما حدث خلال الحرب التي استمرت 15 عاماً.

تقول تمارا سعادة:" لا تزال الحرب الأهلية في لبنان [موضوعا] محرما." فازت تمارا بجائزة خاصة لصورتها التي التقطتها لناس يسترخون على الشاطئ بجانب جدران أكلها الرصاص. وتضيف: " لم أعش الحرب لكني لا أزال أدفع ثمن نتائجها حتى اليوم."

كان الفضول حول ما يمكن تعلمه من الحرب والتدبر بشأنها ثمة مشتركة بين الشباب المشاركين.

يعلق ساري حنفي، رئيس قسم علم الإجتماع والأنثروبولوجيا والدراسات الإعلامية في الجامعة الأميركية في بيروت: "هذا المعرض لا بد منه. إنه عملية منعشة لذكراتنا لمعالجة آثار الحرب. ليس فقط للتذكر وإنما لنتذكر كيف نتفاعل."

ويجري الإعداد لإقامة هذا المعرض في مناطق مختلفة من لبنان لمواصلة الحديث عن ضرورة كشف الحقيقة عن الماضي لفهم العنف والحد من آثاره على المستقبل.

تقول تمارا: "كي يتمكن لبنان من المضي قدما وينبي مستقبلاً أكثر إشراقاُ، عليهم أن يتعاملوا أولا مع جراح الماضي."

يمكن مشاهدة جميع الصور هنا.