هيئات خاصة : مسؤوليات خاصة: كيف يمكن لهيئات البحث إجابة أسر المخفيين؟

31/08/2016

بقلم مارسي مورسكي، مديرة البرامج بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية

”حتى نجدهم" كلمات من العزم والحزن والحب تتكررالمرة تلو المرة من قبل أقارب وأصدقاء الذين أُخفوا - أولئك الذين نُقلوا قسراً من منازلهم أومكان عملهم أو من حافلة مزدحمة أو شارع فارغ، بسبب معتقداتهم المفترضة في كثير من الأحيان، والذين يُنفى إخفاؤهم من قبل السلطات أو القوى التي أخذتهم، مع ختم أماكن وجودهم ومصيرهم بالصمت لسنوات أو في بعض الأحيان إلى الأبد. ومع ذلك، ف "العثور عليهم" هو نذر يردد عبر الأجيال والمناطق الجغرافية.

على مدى العقود الماضية، تم الدفع بعمليات البحث عن المفقودين إلى الأمام في العديد من البلدان، دوماً كشكل من الجهود الإنسانية وغالبا كقوة دافعة في النضال السياسي من أجل العدالة.

"العثور عليهم" يحمل ليس فقط خيط الأمل أن يعود المفقود أو أن يظهر على قيد الحياة، ولكن بشكل في غاية الأهمية يطلب الاعتراف بالجريمة والحصول على معلومات كاملة عن ظروف الإخفاء، والمسؤول عنه، ومصير الشخص، ومكان رفاته. وهو ما يعني عودة الجثث إلى أسرها حتى يتسنى لهم إقامة الطقوس المناسبة للحداد أيا كانت. وبالنسبة للكثيرين، هذا يعني أيضا محاسبة الجناة.

في عدد من البلدان حيثما رفضت الحكومات توفير المعلومات أو إجراء هذا البحث بطريقة فعالة، طورت منظمات المجتمع المدني مهارات مهنية عالية لتحديد مواقع المقابر السرية، واستخراج الرفات، وإجراء تحاليل الطب الشرعي لتحديد هوية الموتى وظروف أو سبب الموت، وإعادة الرفات بطريقة كريمة وملائمة ثقافيا للأسر. العمل من قبل هذه الجماعات الانثروبولوجية الجنائية، على سبيل المثال في الأرجنتين وغواتيمالا وبيرو والبوسنة، سمح لآلاف من الأسر باستعادة رفات أحبائهم. كما صدع عملهم الصمت وإنكار الإخفاء عن طريق تقديم أدلة دامغة بشأن كيفية وقوع حالة الوفاة. في بعض الحالات، شكلت نتائجهم الأساس لقضايا جنائية ناجحة لتقديم مرتكبي هذه الجريمة البشعة إلى العدالة.

اليوم كجزء من العدالة الانتقالية وعمليات بناء السلام في العديد من الدول نراقب الاتجاه الصاعد لهذا نتيجة لجهود كبيرة ومتواصلة من قبل جماعات الضحايا والفاعلين في المجتمع المدني. فاالحكومات توافق على إنشاء هيئات خاصة، مع ولايات قوية إلى حد ما، للبحث عن المفقودين بالتوازي مع عمل لجان الحقيقة والمحاكم. يواجه الجميع عددا من التحديات، بما في ذلك مسألة معقدة للغاية حول كيف ومتى تستخدم أو لا تستخدم فحوص الطب الشرعي التابعة لجان البحث من قبل المحاكم. كولومبيا ونيبال وسريلانكا في مراحل مختلفة من إنشاء مثل هذه الهيئات. في نيبال، قامت الهيئة الخاصة الت تعمل من عدة أشهر بتلقي ما يقرب من 3000 إشعاراً. في سريلانكا، حيثما تم الإبلاغ عن إخفاء عشرات الآلاف، لا تزال الهيئة موجودة على الورق فقط. في كولومبيا، بعد التوصل لاتفاق سلام تاريخي فقط قبل بضعة أيام، فإن البلاد لديها فرصة لمعالجة النقص في المحاولات السابقة للتعامل مع الإخفاء القسري عن طريق إنشاء هيئة البحث الخاصة.

التحدي الآن في جميع الحالات هو الانتقال من الالتزام الرسمي، الذي هو هام جدا، إلى نتائج فعالة وفي وقت مناسب. احتياجات أسر المفقودين كما يرونها والتي هي مشاركتهم وكرامتهم وكرامة أحبائهم المخفيين، يجب أن تكون الإطار التوجيهي لهذه المبادرات الجديدة. الحكومات المعنية ليس فقط لديها فرصة للتفكير بالتزامها بحقوق الضحايا من خلال هذه الجهود، ولكن أيضاً البدء في بناء الثقة مع المواطنين الذين تعرضوا لجريمة بشعة، عن طريق القيام بهذه المهمة بشكل جيد . بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الإخفاء القسري، نسلط الضوء على هذا النضال من أجل الحقيقة والعدالة حول المفقودين في نيبال وكولومبيا. وكانت حالات الإخفاء جزءاً مركزيا من الصراع الداخلي في كلا البلدين، وأَنشأت عمليات السلام إطاراً لتلبية احتياجات الضحايا.

في نيبال، وضعت اتفاق سلام في عام 2006 الأسس لهيئة التحقيق، ولكن بعد مرور عشر سنوات لا تزال أسر المفقودين تنتظر إجابات. هل هناك إرادة سياسية لتوفر لهم ذلك؟ في كولومبيا، يشمل الاتفاق الجديد للسلام تدابير للعثورعلى المفقودين، لكنها ليست المرة الاولى التي يحدد فيها هيئة للبحث عن المفقودين في كولومبيا. كيف يمكن للدولة تجنب أخطاء الماضي والعمل عن كثب مع الضحايا الذين يقودون عمليات البحث منذ عقود؟

وجهتان نظر مختلفتان جذريا في عمليات السلام ، انضموا إلينا ونحن نستكشف ما يريد الضحايا من التحقيقات الرسمية في نيبال and وكولومبيا بمناسبة اليوم الدولي للمخفيين.

وجهتان نظر مختلفتان جذريا في عمليات السلام ، انضموا إلينا ونحن نستكشف ما يريد الضحايا من التحقيقات الرسمية في نيبال وكولومبيا.


الصورة :مرأة تنظر لملصق لصور أشخاص في عداد المفقودين خلال حفل تذكر المفقودين على مشارف ميديلين، كولومبيا (AP Photo/Luis Benavides)