الناشطات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستقين الدروس من تونس في تعاطيهم مع حقوق المرأة بعد الثورة

13/05/2013

إذا ألقينا نظرة خاطفة على وضع حقوق النساء في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد الثورات، سيتضح لنا أن الثورات التي أطاحت بالأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر واليمن لم تحقق سوى انتصارات ضئيلة لمناصري العدالة المتعلقة بالنوع الإجتماعي.

هذا الأمر يمثل أمراً مثيراً للقلق للناشطة السورية صباح الحلاق من رابطة النساء السوريات، وهي إحدى سبع ناشطات شاركن في تدريب عملي لمدة أسبوع جرى في تونس نظمه مؤخراً المركز الدولي للعدالة الانتقالية.

وتقول صباح الحلاق، "يجب علينا إعداد أنفسنا بشأن الدور الذي يمكننا أن نؤديه كنساء، بحيث أن كل خطوة نقوم بها خلال المرحلة الانتقالية تضمن مشاركة النساء من أجل إعمال حقوقهن".

وقد شارك في التدريب العملي نساء من مصر واليمن وسوريا وليبيا، بغية الاطلاع عن كثب على التجربة التونسية الناشئة في مجال العدالة الانتقالية، بما في ذلك طرق معالجة قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي وتجارب النساء.

وقالت كيلي موديل، مديرة برنامج العدالة المتعلقة بالنوع الإجتماعي لدى المركز الدولي للعدالة الانتقالية، "تونس هي حالة انتقالية عظيمة الأهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولميدان العدالة الانتقالية بصفة عامة". وقد أعرب مناصرو العدالة بين الجنسين من جميع أنحاء المنطقة عن اهتمامهم بالتعلَم مباشرة من تونس، لذا قمنا بتصميم هذا التدريب للاستجابة لهذا الطلب".

وعلى مدار الأسبوع، التقت ناشطات من مصر وليبيا وسوريا واليمن مع جهات عديدة من مجموعات الضحايا ومنظمات المجتمع المدني ومناصري حقوق الإنسان ومع مسؤولين تونسيين.

كما التقت المشاركات مع موظفي وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية التونسية، إضافة إلى أعضاء سابقين من اللجنة الفنية التي أشرفت على الحوار الوطني بشأن العدالة الانتقالية. كما عُقد اجتماع في وزارة شؤون المرأة والأسرة، ومع أعضاء من الجمعية الوطنية التأسيسية.

[[{"fid":2852,"view_mode":"media_original","attributes":{"title":"","class":"align-center format-original"}}]]

والتقت الناشطات مع سجينات سياسييات سابقات من الجماعات السياسية الإسلامية والعلمانية، وذلك لإجراء نقاش حول كفاحاتهن وتوقعاتهن كضحايا، وحول التحديات التي واجهتهن وواجهت أسرهن قبل السجن وأثنائه وبعده.

كما تم تعريف المشاركات على القوانين المعروضة للنقاش حالياً، كمشروع القانون الأساسي المتعلق بتنظيم العدالة الانتقالية وضبط أسسها ومجال اختصاصها، ومشروع قانون التحصين السياسي للثورة. كما تعلمت المشاركات حول استراتيجيات وتحديات إدماج العدالة المتعلقة بالنوع الإجتماعي في عملية العدالة الانتقالية.

وبالنسبة للمشاركات، فإن الدورة التدريبية العملية منحتهن أملاً جديداً للتعاون والحوار.

ووصفت الناشطة صباح الحلاق كيف ستستفيد من هذه الدروس في سوريا، والتي على الرغم من النزاع الدائر فيها حالياً، فإن موضوعات العدالة المتعلقة بالنوع الإجتماعي وحقوق المرأة أُدرجت على جدول أعمال العدالة الانتقالية وفي الخطط الجارية بشأنها.

وقالت صباح الحلاق، "لقد ساعَدَتنا هذه الخبرة على معرفة مسؤولياتنا كنساء نحو بلداننا. ونظراً لصعوبة الوضع وتعقيده في سوريا، فستتضاعف صعوبة مهماتنا، وينبغي علينا أن نبدأ في تدريب النساء للنهوض بدورهن في التوثيق وتحقيق السلام المدني وفي إنجاز مهمات أخرى".


هذا التدريب في تونس هو جزء من مشروع لمدة عامين ينظمه برنامج العدالة المتعلقة بالنوع الإجتماعي التابع للمركز الدولي للعدالة الانتقالية، ويركز على بناء قدرات الجماعات المعنية بحقوق المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي. ولغاية الآن، شارك أكثر من 100 ناشط وناشطة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حلقات العمل الإقليمية والقطرية التي نظمها المركز الدولي للعدالة الانتقالية والتي تهدف إلى زيادة المعرفة لدى النشطاء بشأن كيفية استخدام العدالة الانتقالية من أجل معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي. لمعرفة المزيد حول عمل المركز الدولي للعدالة الانتقالية في مجال العدالة االمتعلقة بالنوع الإجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اضغط هذا الرابط. الصورة: المشارِكات في التدريب العملي الذي نظمه المركز الدولي للعدالة الانتقالية في تونس، أبريل/نيسان 2013.