الحقيقة هي الخطوة الأولى نحو السلام

24/03/2016

بقلم ديفيد تولبرت، رئيس المركز الدولي للعدالة الانتقالية

اليوم، وفي عصرنا المضطرب الموسوم بالصراعات المستمرة والعنف الفائق عن الحد والعداء المتزايد، فإنه يتحتم علينا الوقوف صفاً واحدا لمكافحة الإفلات من العقاب. علينا توجيه اهتمامنا وجهدنا للقيام بما في وسعنا للدفاع ومساعدة هؤلاء المستهدفين من قبل العنف الوحشي من سوريا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ومن باكستان إلى تركيا وغيرها.

وبينما نحن نبحث عن سبل لوقف العنف وتعزيز السلام الدائم في المجتمعات التي تعاني من إرث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فمن المؤكد أنه لا يوجد أفضل من اليوم الموافق 24 مارس للتدبر في أهمية النضال من أجل الحقيقة والعدالة. وعليه، دعونا نأخذ وقتاً لنحتفي باليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا.

يمكن للسعي وراء العدالة أن يتخذ أشكالاً عديدة، قول الحقيقة أحدها. وفي عام 2010 أعلنت الأمم المتحدة الرابع والعشرين من مارس كيوم لتكريم ذكرى ضحايا الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان وحقهم في الحقيقة والعدالة. إن أريد للسلام أن يحظى بفرصة للانتصار في أوقات الصراع المتصاعد، فمن الضروري أكثر من أي وقت مضى دعم هذا الحق الأساسي.

قول الحقيقة هو أمر ضروري لتحقيق سلام دائم وتغيير اجتماعي، حيث يساعد على تقليل التوتر بين الأطراف المتنازعة من خلال الكشف والاعتراف بتجارب مجموعات مختلفة. لأجل بناء مستقبل مشرف وحاو للجميع، من اللازم التغلب على الروايات الذاتية للمجموعات المختلفة عبر السعى لترسيخ سردية موضوعية حول عنف الماضي.

في كثير من حالات ما بعد الصراع، اتخذت الجهود المبذولة لإنشاء سردية جديرة بالثقة حول ما حدث شكل لجنة حقيقة. لجان الحقيقة هي لجان مؤقتة رسمية أنشئت لتحديد الوقائع والأسباب والنتائج المترتبة على انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. والضحايا هم في قلب عمليات البحث عن الحقيقة تلك حيث في كثير من الأحيان قد تم إسكات أصواتهم أو تجاهلها لسنوات.

منذ عام 1983، تم إنشاء أكثر من 30 لجنة تقصي حقيقة في مختلف أنحاء العالم للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال فترات النزاع أو القمع. في عام 2013، شارك المركز الدولي للعدالة الانتقالية ومؤسسة كوفي عنان في الجهود المبذولة لإعادة النظر في الافتراضات حول إمكانيات إنشاء لجان الحقيقة وما الذي يجعلها أن تعمل بشكل فعال كأداة لتعزيز عمليات السلام.

نتج عن هذا المشروع عدة نتائج من بينها التقرير "الخروج عن المألوف: هل يسعُ لجان الحقيقة دفعَ عمليّات السلام قدمًا؟"، ومناقشات عميقة في جنيف ونيويورك وبوغوتا وأماكن أخرى.

اليوم، كجزء من هذا الجهد المتواصل والتزامنا الراسخ ببناء السلام على أساس من الحقيقة، فإننا نطلق عرض الوسائط المتعددة على أساس الأفكار التي وضعناها طوال هذا المشروع لمدة 3 سنوات. أنتم مدعون للمطالعة – بالانجليزية والأسبانية و العربية – عن تجارب غواتيمالا وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ونيبال حول كيف يمكن أن يكون البحث عن الحقيقة محفزاً للسلام.

انضموا إلينا في تحدى الطرق التقليدية لإيجاد أخرى جديدة نحو بناء مجتمعات مسؤولة وكريمة.

للذهاب إلى عرض الوسائط المتعددة


الصورة: طفلة تركض أمام جرافيتي مؤيد للسلام، كتب خلال أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات السابقة في عام 2007 وملصق للمرشح الرئاسي رايلا أودينغا، في حي كيبيرا الفقير من نيروبي، كينيا، 2013. (AP Photo/Ben Curtis)